( الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
( الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
هل علمت لماذا أراد الليل أن يكون سراً
يمتطي فرس الصمت ثم يتسلل لواذاَ في الأبدان
متوارياَ كنسمة خجولة تثيرها دغدغة المشاعر في عوالم الرضوان
عوالم سحر ترسل القشعريرة في مجاهل السرائر والوجدان
تدب خفيفةً وحريريةً تناعس الأجفان
ورسمها يلاعب الخيال بأمنيات حور الجنان
فهي تنساب كالنهر رويداً وتغطي حجاب الفؤاد بألوان
وبرفقة ناقوس يدق سحراَ باستحياءَ وبأعذب الألحان
ثم يرسل النغمات لعالم خلف أسرار الأكوان
وهي نغمات غير تلك التي بالسمع فتحرك الحيرةً في الأذهان
فإذا بالقلوب تسمع طرباً بغير أذن ثم ترقص نبضـاً وخفقـان
دنيا من المشاعر ما لا تسمعه أذن ولا تراه عين ولا تخطر على قلب إنسان
نبضات هي لوحة في عوالم الأحلام والخيال والأمنيات والجنان
تعرفها الملائكة لطهرها وخلق من عباد الرحمن
وهم عباد يتسامون روحاً ويملكون السمع بغير آذان
شفت سرائرهم وطارت ضغائنهم وتنصلوا من عوالم النكران
يبكون ويضحكون بالمشاعر قبل أن يبكوا بالأحداق والأجفان
ويحسون ويتألمون بجروح الكبرياء قبل أن يتألموا بجروح الحواس واليدان
فإذا كنت مدركاً فذاك ليل غير ليل من يبـكي بهجران
وينام مناجياً ومجافياً ومعربداً فوق عرش الشيطان
وذاك جدل يضع المعيار قائماً بين عوالم الروح وعوالم النسيان
وهذه أحرف تحملها أجنحة ملائكة شفافة زجاجية ترفرف طرباً من روعة البيان .
م\ن